يتحدث كتاب (الزمان والأزل) بوجه عام عن النزاع القائم بين العلوم الطبيعية والدين، أو فلنقل فلسفة الدين وفلسفة الإلحاد؛ ليطرح سؤالًا مهما: ما هو الدين؟. ويحاول الكاتب أن يوضح بشكل مفصل كيف أنه لا يوجد تعارض بين الفكرتين وأنهما قد يكونا وجهين لعملة واحدة، ألا وهي: وجود الإله و عدم وجوده؛ وهل توجد ألوهية موجبة وألوهية سالبة؟ وما هي الحقيقة والحق اللذان نحكم بهما؟
يوجد بطبيعة الحال أكثر من تعريف للدين مثل مختلف الأمور التي يدور حولها نقاشات واسعة ومختلفة في الإيدولوجية؛ وبالتالي فإن معنى الدين كما اتفق العديد من الكتّاب والقديسين ورجال الدين أنه شيءٌ يعد امتلاكه الخير الأقصى، ولكنه في الآن نفسه عصيًا بعيد المنال. الشيء الذي يطلبه الإنسان كمثله الأعلى وهو مطلب لا رجاء فيه. وقد يبدو للقارئ من الوهلة الأولى لقراءة تلك الجملة أنها سلبية، ولكن كلا، المقصد من ذلك التعريف أن الدين ينشد اللامتناهي والبعيد ولا يمكن لشيء أن يؤدي وظيفته، مهما كان قويًا أو خيّرًا مثل الأخلاق أو الإنسانية، جميعهم في خانة أقل من الدين.
ولذلك تم وصفه على أنه الشيء البعيد المنال، كما أنه الشيء الذي يضيف معنى للزمان والمكان الذي نعيش خلاله، فمثلًا لا يمكن مهما اغتنم الإنسان من وسائل الراحة و المتعة في الحياة أن يحصل على المتعة القصوى؛ لأنه يقع في وقت متناهٍ، و لكنه يمكنه أن يضع أقصى تخيلاته للمتعة في صورة المطلق أو الجنة في الحياة الأخرى؛ فيمكنه امتلاك الحور العين والخمر الحلو الذي لا يُسكر، وهكذا يصور الإنسان الدين على أنه الشيء الذي يحمل الأشياء اللامتناهية، وأنه الشيء الموجود روحيًا، ولكن بحدود العقل فإنه غير موجود.
ومن هذا المنطلق يمكننا عرض الوجهين لحقيقة الدين والإله، أي الحقيقة السلبية والحقيقة الإيجابية، وهو ما سنطرحه تباعًا.
بما أن الله موجودٌ بشكل حسي، ولكنه خارج حدود العقل؛ فهو بالنسبة للعقل غير موجود؛ فلذلك وجد علم اللاهوت وعلماء الدين في سائر الأديان أزمة في شرح هذا التناقض، ولذلك ظهرت في كتاباتهم فكرة الألوهية السلبية؛ بالرغم من إيمانهم روحيًا بوجود الإله.
ففي محاولة لشرح الأمر بالمنطق أخذ بعض علماء الأديان في المسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية وصف الله بأنه اللاوجود الأسمى، أو العدم على سبيل المثال. وكلمات مثل تلك توحي بأنه ليس هناك إله، ولكنها اقترنت بشرحٍ مفصل عن كيف أنها تعني بأن الله موجود روحيًا و منطقيًا، ولكنه لا يمكن وصفه باللغة البشرية؛ لأنه فوق الوصف و هو الشيء المطلق. وفي الحيز البشري، ما لا يمكن وصفه أو إضفاء صفة عليه يعتبرغير موجود؛ لذلك فالله غير موجود على نطاق الوصف البشري، ولكنه موجود و يمكن إدراكه روحيًا.
وقد كانت الهند هي الوطن الأكبر للتصور السلبي عن الله، أي إدراكه روحيًا فقط وعدم محاولة تفسير ذلك بأدلة عقلية تجنبًا لحدوث الخطأ، أو إضفاء الصفات البشرية المحدودة على الكيان الأعلى وهو الله، فعلى سبيل المثال يقول (متصوفة اليهود) أن العدم الذي نتج عنه كل شيء ليس بأي حال من الأحوال مجرد سلب أو نفي، و لكنه يبدو لنا فقط و كأنه لا يمثل أي صفات؛ وذلك لأنه فوق مستوى عقلنا و معرفتنا، ولكنه أشد واقعية إلى أقصى حد من أي شيء واقعي آخر، فهو الواقعية المطلقة.
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان